Sonntag, 4. August 2013

المعابر الحدودية حول القامشلي: مخرج ومدخل الأزمات الكردية

المعابر الحدودية حول القامشلي: مخرج ومدخل الأزمات الكردية



1



مسلحون اكراد يطلقون صواريخ من قرية رأس العين امس باتجاه مناطق يسيطر عليها اتباع تنظيم «القاعدة»




تشرف مدينة القامشلي على ثلاثة معابر حدودية، هي نصيبين مع تركيا، و«سيمالكا» مع إقليم كردستان العراق وتل كوجر مع العراق.
وبينما كانت هذه المعابر في الماضي تشكل متنفسا للقامشلي، وبوابة تجارية لها مع العالم الخارجي، أصبحت اليوم احدى وسائل الصراع في الحرب المشتعلة بين الأكراد وتنظيم «القاعدة» في شمالي شرق سوريا.
معبر نصيبين
هو أهم معبر حدودي في القامشلي، وبوابة تجارية حيوية مع تركيا. وتم إغلاقه من قبل الحكومة التركية بعد بدء «الثورة» السورية بسنة تقريباً. ويقول محللون إن هذه الخطوة التركية جاءت بعد اتساع نفوذ «حركة المجتمع الديموقراطي» في القامشلي، المدينة ذات الغالبية الكردية.
وتتبنى هذه الحركة أيديولوجية زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان. ويؤثر إغلاق هذا المعبر في الحياة اليومية لسكان القامشلي، نظرا إلى وجود عدد كبير من التجار في المدينة يعتمدون على هذا المعبر لتصدير واستيراد البضائع.
وأثناء الحصار المفروض على القامشلي منذ أشهر من قبل فصائل من المعارضة المسلحة المتمركزة في محافظة دير الزور، وتنظيمات «جهادية» مثل «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» المتمركزة في محافظة الرقّة، دفعت «حركة المجتمع الديموقراطي» أنصارها في تركيا وسوريا إلى التظاهر أمام معبر نصيبين من كلا الجانبين، للضغط على الحكومة التركية لفتح المعبر أمام المساعدات الإنسانية وشحنات الإغاثة التي أرسلها أكراد تركيا إلى سكان القامشلي. واضطرت الحكومة التركية للاستجابة للمطالب الشعبية، وفتح المعبر للمواد الإغاثية فقط.
ويقول العضو في اللجنة الخدمية في «الهيئة الكردية العليا» همبر حسن إن شحنات الإغاثة لا تدخل إلى المدينة باسم «حركة المجتمع الديموقراطي» بل باسم جمعيات خيرية، لأن الحكومة التركية لا تعترف بالحركة، ولن تسمح بدخول المواد الإغاثية من معبر نصيبين إذا كانت موجهة بصورة علنية إلى الحركة.
معبر «سيمالكا»
هو ثاني أهم معبر لمدينة القامشلي. ويشكل اليوم النافذة الوحيدة التي تتنفس منها المدينة. ويربط هذا المعبر القامشلي بإقليم كردستان العراق، وميزته انه كردي 100 في المئة، فالأكراد يسيطرون عليه من كلا الطرفين.
وتم افتتاح المعبر بصورة رسمية بعد بدء «الثورة» السورية. وقبل ذلك لم يكن سوى خطوط للمهربين الأكراد إلى إقليم كردستان.
ويشكل نهر دجلة الفاصل الحدودي بين الإقليم والقامشلي. ولم يكن هذا المعبر يصلح للأغراض التجارية، إلى أن قامت «حكومة» الإقليم ببناء جسر اسمنتي على النهر يسمح بعبور الشاحنات والسيارات، ما فتح الباب واسعاً امام التجارة بين القامشلي وكردستان العراق، وعوّض سكان القامشلي، إلى حد ما، عن التجارة مع دمشق وحلب ونصيبين.
إلا انّ فتح هذا المعبر وإغلاقه يخضعان للقرار السياسي من الجانبين، فأحياناً يتم إغلاقه من جانب اقليم كردستان وأحيانا اخرى يتم إغلاقه من جانب «الهيئة الكردية العليا» التي يسيطر على قرارها «مجلس شعب غربي كردستان».
ويقول محللون ان «حكومة» إقليم كردستان تتخوف من زيادة أعداد النازحين الأكراد من المناطق الكردية في سوريا إلى الإقليم، وهو سبب إغلاق المعبر في الوقت الحالي. وتقول عضو «الهيئة الكردية العليا» ليلى محمد إن حوالى 130 ألف كردي نزحوا من سوريا نحو الإقليم، مضيفة «تتخوف الهيئة من حدوث تغييرات ديموغرافية في المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا لمصلحة العرب، بعد أن وصل عدد النازحين السوريين العرب في القامشلي والمدن الكردية الأخرى إلى 115 ألف نازح».
ويقول آزاد، العائد مع عائلته من كردستان العراق إلى القامشلي، انه رأى، خلال عودته، عشرات الأكراد بالقرب من معبر «سيمالكا» يعيشون في العراء، غالبيتهم من حيّ الشيخ مقصود والأشرفية في حلب ومن عفرين وقراها.
وبينما يكون المعبر مغلقاً بوجه النازحين، فانه يبقى مفتوحا أمام العائدين من الإقليم، وللمرضى الذين يذهبون للعلاج، ولشحنات الإغاثة التي تدخل القامشلي وللطلبة الذين يدرسون في جامعات الإقليم.
وتسبب إغلاق المعبر في توقف حركة التجارة بين القامشلي والإقليم، ونتج عن ذلك ارتفاع في أسعار بعض المواد، كالاسمنت والحديد وقطع غيار السيارات وبعض المنتجات الغذائية، كالشاي والسكر والأرز والزيت، التي ارتفعت أسعارها جراء استيرادها من دمشق وحلب نظراً لـ«الأتاوات» التي تفرضها بعض الحواجز المسلحة على الطريق، إلى جانب «قطاع الطرق» الذين يصادرون آليات النقل بما تحمله من أغذية وأدوية وغيرها، أو يطالبون بفدية لتركها تمر، بحسب ما قال أكثر من تاجر في القامشلي.
ويقول «م ز«، وهو تاجر أدوات منزلية، إن أسعار الشحن ارتفعت ثلاثة إضعاف، وان مسلحين صادروا منه، في إحدى المرات، ستة مولدات كهربائية كانت في طريقها إليه من دمشق.
معبر تل كوجر
ويربط هذا المعبر القامشلي بالعراق، عبر ناحية تل كوجر. وهو معبر حيوي للنازحين العراقيين الذين ما زال بعضهم يقيم في القامشلي. وهو معبر مهم أيضا للسوريين العرب في القامشلي الذين تربطهم صلات قربى مع آخرين في العراق.
وتسيطر «جبهة النصرة» على كامل منطقة تل كوجر، بما في ذلك المعبر. إلا انّ الأيام الماضية شهدت مواجهات ساخنة بين وحدات الحماية الشعبية التابعة لـ«حركة المجتمع الديموقراطي» الكردية من جهة، و«جبهة النصرة» وأتباع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة ثانية.
وبدأ التوتر بين الأكراد وأتباع «القاعدة»، بحسب ما يقول بعض التحليلات، بعد أن طرح «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سوريا مشروعه السياسي على المعارضة، ويتضمن إدارة ذاتية للمناطق الكردية في سوريا، تم تفسيره من قبل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض على انه بمثابة انفصال عن سوريا وتشكيل دولة كردية في الشمال السوري.
وتأتي زيارة رئيس «أركان الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس لتركيا، لبحث التهديد الكردي المفترض كما يقول مراقبون أكراد. ومن حينها بدأت المواجهات العسكرية بين وحدات الحماية الشعبية و«النصرة» و«الدولة الإسلامية».
واتسعت رقعة الصراع بين الطرفين لتشمل مدينة تل أبيض وريفها في محافظة الرقة، معقل «جبهة النصرة» في سوريا، ومدينة رأس العين في غرب القامشلي، التي شهدت مواجهات سابقا بين الأكراد وعناصر «النصرة» قبل أشهر، انتهت بهدنة بين الطرفين. وتمكنت وحدات الحماية الشعبية الكردية مؤخرا من إخراج عناصر «النصرة» من بلدة رأس العين بالكامل باتجاه قريتي أصفر النجار وتل حلف المحاذيتين للبلدة. كما تمكنت القوات الكردية من طرد مقاتلي «الدولة الإسلامية» من بلدة تل علو في شرق القامشلي، بالقرب من ناحية تل كوجر.
وقال شهود عيان ان الجيش التركي أرسل دبابات وسيارات الإسعاف عبر معبر تل أبيض الحدودي، وقصفت مدفعيته مواقع لوحدات الحماية الشعبية الكردية بعد التقدم الذي أحرزوه.
وتقول تحليلات أخرى إن سبب الصراع بين الأكراد وأنصار «القاعدة» هو رغبة وحدات الحماية الشعبية في السيطرة على معبر تل كوجر مع العراق، لتأمين منفذ إلى المنطقة الكردية في سوريا على العالم الخارجي، بعد إغلاق حكومة إقليم كردستان معبر «سيمالكا».
مسعود حسن
كلمه الصحافه للعرب
2:51:32 م

لتبقوا على اطلاع دائم على أخر و أهم الأخبار تابعونا على الفيس بوك عبر الضغط على الرابط التالي

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen