Samstag, 3. August 2013

الحريري يجدّد «الحرب» على «حزب الله» .. من جدة

الحريري يجدّد «الحرب» على «حزب الله» .. من جدة
 
 
 
 
1
 
 
 
2
 
 
 
 
 
من استمع، أمس، على التوالي، الى خطابي السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري، أمكن له أن يستكشف حجم التباعد بين الرجلين وحجم الاشتباك الدولي والإقليمي المحتدم على أرض سوريا، حيث اختار «حزب الله» و«المستقبل» أن يشاركا فيها، كل بطريقته، لكن من موقعين متناقضين، لبنانياً وإقليمياً.
واللافت للانتباه أن «حزب الله»، الذي رفض التنازل عن سلاحه، قبل أزمة سوريا وبعدها، وبرغم اعتراض فئات لبنانية وعربية وإسلامية، وبعضها تؤيده، على مشاركته في القتال على أرض سوريا، لم يحد عن بوصلة فلسطين، وظل يعتبرها قبلة لا يجد أفضل منها، عنواناً لتعبئة جمهوره، ولعقد شراكة مع كل من يجتمع معه على طريق القدس.
أما زعيم «المستقبل»، فلم يجد أفضل من سلاح «حزب الله» وسيلة لتعبئة جمهوره وتحريضه على مدى ساعة، لدرجة أنه استخدم تعبير «السلاح» حوالي 45 مرة، من دون أن يخاطب هواجس جمهوره الحقيقية ويحدد مسؤولية تياره تجاه قضايا عدة تتصل بصلب عمل الدولة وعلاقتها بالناس، ومنهم جمهور سعد الحريري.
وإذا كان جمهور المقاومة يتطلع الى دور أكبر لـ«حزب الله» في مقاربة قضايا الداخل اللبناني، وخاصة المعيشية والاجتماعية، فإن ما يشفع للحزب أنه على مدى مسيرته في مقاومة الاحتلال استطاع أن ينجز من التحرير الى «حرب تموز» وصولا الى توازن الرعب الذي يجعل الإسرائيلي يحسب ألف حساب للبنان.
وكان لافتاً للانتباه أن جمهور إفطارات «المستقبل»، تعامل مع خطاب رمضان ببرودة، وصولا الى خاتمة رفع سعد الحريري التحية لجمهوره الذي بدا عبر الشاشات يغادر مهرولا من دون الوقوف أقله لرد تحية زعيمه.
هنا، ربما يتحمل السيد نصرالله بعض المسؤولية عندما قرر أن يقتحم التحديات الأمنية، فخاطب جمهوره مباشرة، على مدى أكثر من نصف ساعة، في إطلالة هي السادسة لكنها الأطول منذ «يوم النصر» في أيلول 2006.
جاء خطاب زعيم «المستقبل» من ألفه الى يائه ضد «حزب الله».. قبل أن «يبادر» بإبداء استعداده وموافقته على الجلوس الى طاولة الحوار مع السيد نصرالله، لكن بعد تشكيل حكومة تمنى على «حزب الله» أن يضحي مثله بالتزام قرار عدم المشاركة فيها، ولو أن رئيسها تمام سلام الآتي من رحاب «14 آذار» وبتزكية من الأمير بندر بن سلطان، وها هو لسان حال مقربين من الرئيس المكلف يدلل على تشكيلة «وجوه وسطية» باتت جاهزة وسيطلع رئيس الجمهورية عليها قريباً.
في الشكل أيضاً، لاقى خطاب الحريري خطاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في عيد الجيش، غير أنه التقى مع خطاب «حزب الله» في التأكيد على حماية الجيش، ولو أن بعض التعبيرات الحريرية جاءت في خانة مخاطبة جمهور فاض بالتعبئة طيلة سنتين ضد الجيش، فقرر سعد الحريري أن يسامح الجيش حتى ولو أخطأ…
كرر زعيم «المستقبل» أنه كان وما يزال يراهن على دولة تكرر ذكرها حوالي 25 مرة من دون أن يحدد طبيعة أدوارها في شتى المجالات، وخاصة الاجتماعية، مكتفياً، في هذا السياق بالذات، بتحميل «حكومة حزب الله» أوزار الحرب الأهلية ومرحلة الإعمار الحريرية وكل تداعيات الأزمة الوطنية المفتوحة على مصراعيها منذ ثماني سنوات حتى الآن.
لقد عدد سعد الحريري العناوين التي جعلته «يكفر» بالسلاح، ولو أنه لم يفترض أن «حزب الله» يمتلك أضعاف عناوينه التي جعلته يفقد الثقة بشريكه في الوطن من «التحالف الرباعي» الى تطيير «السين سين».. وما بينهما من وقائع لعل أصعبها وأفدحها «حرب تموز» التي قرر زعيم «المستقبل» أن يتجاهلها، أمس، نهائياً، ولو من زاوية توجيه التحية لشهداء تلك الحرب والناس الذين صمدوا في أرضهم طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً.
نصرالله: القدس أولاً
وإذا كانت مشاركة نصرالله الشخصية المباشرة، في «يوم القدس العالمي»، في مجمع «سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية، قد خطفت اهتمام العدو الإسرائيلي الذي اعتبرها «خطوة استثنائية ونادرة»، فإنها عكست اهمية معركة يعتبرها «حزب الله» وجودية وتمثل خطراً على جميع دول المنطقة.
وأكد نصر الله، في خطابه المتزامن هذه السنة مع استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في واشنطن، على أن احداً في العالم لا يملك أي تفويض في أن يتخلى أو أن يتنازل عن حبة رمل واحدة من تراب فلسطين أوعن قطرة من مياهها.
وشدد نصر الله على أولوية المواجهة مع المشروع الإسرائيلي، معتبراً أن الأمة لو عملت بهذه الأولوية لما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، مبدياً أسفه لأن هناك بين العرب حكومات ودولا وخلفهم اميركا، وبدل التوجه لتحرير فلسطين قاموا بالتحشيد في السابق ضد العدو الشيوعي قبل أن تتحول مواجهة المد الإيراني والشيعي الى أولوية عندهم، بحيث لم تعد إسرائيل عدواً او خطراً بالنسبة اليهم.
وانتقد نصرالله حملات «التحريض المذهبي» ضد الشيعة، معتبراً أن الهدف منها أن ينسى الشيعة فلسطين. وقال: «نقول لكل عدو وكل صديق، نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين، قولوا رافضة، إرهابيين، مجرمين، قولوا ما شئتم واقتلونا عند كلّ حجر وفي كلّ جبهة وعلى باب كلّ حسينية ومسجد، نحن شيعة علي بن أبي طالب لن نترك فلسطين. نحن حزب الله، سنتحمّل مسؤولياتنا بمقدار ما علينا من مسؤوليات، نحن الحزب الإسلامي الشيعي الإثني عشري، لن نتخلى عن فلسطين وعن القدس وشعب فلسطين ومقدسات الأمة».
وانتقد نصرالله الدول التي تدعم «الجماعات والتيارات التكفيرية» في المنطقة والعالم الاسلامي، معتبراً انها تقدم «خدمة» لاسرائيل وأميركا. وقال إن كل من يرعى الجماعات والتيارات التكفيرية على امتداد العالم الاسلامي، ويدفع بها الى ساحات القتال والقتل في اكثر من بلد هو الذي يتحمل بالدرجة الاولى مسؤولية كل المصائب والدمار الحاصل والذي يقدم اكبر وأعظم الخدمات لاسرائيل وأميركا في المنطقة».
ودعا نصرالله الى بذل الجهود المضنية في كل بلد لحل مسائله بالحوار السياسي الداخلي ووقف نزف الدم، من سوريا الى تونس الى ليبيا الى مصر الى البحرين الى العراق الى باكستان وأفغانستان والصومال، وخص بالتحية في «يوم القدس» إيران وسوريا والجيش اللبناني (ص3).
الحريري: لا للسلاح
وفي المقابل، قدم النائب سعد الحريري عبر الشاشة ومن مقر إقامته في مدينة جدة السعودية، ما يشبه «المضبطة الاتهامية» ضد «حزب الله» منذ العام 2005، وحتى اليوم.
وإذا كان الحريري قد حرص أن يظهر تكاملا مع موقف رئيس الجمهورية من سلاح المقاومة، وتناغماً واضحاً مع الهجوم الخليجي على الحزب، فقد وصف دعوة السيد نصرالله الى الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، بأنها «مجرد كلام للاستهلاك المحلي»، معتبراً أن المنطق بشأن الاستراتيجية الدفاعية القائم على حاجة لبنان إلى سلاح المقاومة في مواجهة المخاطر الاسرائيلية، باعتباره سلاحاً يحقق توازن الرعب مع العدو، «هو منطق فقد صلاحيته».
ورأى «أن لا مخرج للبنان من نفق التوتر والاحتقان الطائفي، إلا بغلبة الدولة على فوضى السلاح وإلا بحصرية استخدام السلاح بيد الدولة»، معلناً «أننا سنكون مع كل القوى الحليفة، في طليعة الساعين إلى اتفاق تاريخي، يعيد الاعتبار للدولة ويؤكد حصريتها في قرار امتلاك واستخدام السلاح».
وحول الوضع الحكومي، قال الحريري إن من يرد أن يساعد على تشكيل الحكومة فعليه أن يتعاون مع الرئيس تمام سلام. اضاف: غداً في أي حكومة، هناك طرف سيطالب بصيغة «جيش وشعب ومقاومة» ونحن سنقول إن هذا «مستحيل»، لأن المقاومة ذهبت إلى سوريا، وتركت الجيش والشعب في لبنان! وهناك طرف سيقول: «غطّوا غرقي في سوريا»، وغرقي في دم الشعب السوري ونحن سنقول: «مستحيل».
وقال: «خصومنا يتهموننا بأننا أصحاب شهوة السلطة، حسناً، نحن مستعدّون أن نضحي، وأن لا نشارك في الحكومة. ضَحّوا أنتم، مرة واحدة، وقولوا إنكم على استعداد لعدم المشاركة في الحكومة، ودعوا الحكومة تُشكّل وتفضَّلوا إلى طاولة الحوار، نحن لا نرفض المشاركة في حكومة فيها حزب الله، نحن نعرض على حزب الله أن نضحي وإياه من أجل اللبنانيين ولقمة عيشهم ومن أجل الكهرباء والاتصالات وفرص العمل وتأمين الطعام والأمن، نضحي وإياكم ولا نشارك في الحكومة»
كلمه الصحافه للعرب
  04/08/2013 الساعة 01:49
لتبقوا على اطلاع دائم على أخر و أهم الأخبار تابعونا على الفيس بوك عبر الضغط
على الرابط التالي

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen