Samstag, 20. Juli 2013

مـنـذ مـتـى يـــا قـارون


1
مملكة آل سعود تلحق بالإمارات ثم تلحق بهما الكويت ، مليارات الدولارات نقداً ، وأخرى كودائع ، وثالثة كمشتقات نفطية . كلّ ذلك من أجل إنقاذ مصر من عجزها المزمن في توفير المشتقات النفطية ، وخصوصاً البنزين والسولار والغاز . فلماذا هذه الحماسة لإنقاذ مصر ؟ لا أعتقد ان النخوة عادت و تدفقت في هذة العروق اليابسة ، كما أني لا أعتقد بان القومية العربية حركت هذة الضمائر المتخشبة ، ولا أعتقد أيضاً أن للإسلام والمحمديّة شأن بهذة الهِبة والهَبّة الخليجية . أذا سأبحث خلف بريق ” الورق الاخضر الأمريكي ” ، وخلف لحظة الكرم النادرة جداً ، وخلف البيانات المرافقة لهمروجة المليارات . إلا ما أشار منها لمعنى ودلالة ، وما كشف منها عن ربط وصلة حقيقة واقعية . * ملاحظات أولية 1 – عندما حدثت هبة 25 يناير في مصر وأُسقط حسني مبارك كان للجيش يد طولى في هذا الإقصاء – وإن كان من خلف الستار – وظهرت جماعة الاخوان المسلمين كقوة وحيدة منظمة وممولة وقادرة على جمع حشد كبير من الناس ، وتوجيهه وتنفيذ رغباتها ورؤآها بكل يُسر وسهولة . 2 – عندما تم الإحتكام لصناديق الاقتراع لم يكن هناك من منافس حقيقي لجماعة الإخوان إلا أحد رموز نظام حسني مبارك – وهذا ما يؤكد أن لا ثورة في مصر – فذهب الفوز لصالح مرشح الإخوان – وإن ببعض الصعوبات والتعقيدات والكثير من المال والإعلام – لأن البديل في أعين الناس كان يعني العودة لما قبل 25 يناير بكل بساطة . 3 – أظهر الاخوان نَهم هائل للسلطة ، وتسرع كبير للإمساك بمفاصل الدولة ، ونزوع غير مسبوق لأخونة مصر والحياة الإجتماعية و السياسية والإقتصادية والثقافية فيها . وهذا ما لا تُطيقه مصر ، ولايمكن أن يتقبله الشعب العربي في مصر . مع الإحتفاظ – إن لم يكن المبالغة – على ” تغريب وصهينة ” السياسة المصرية ، فكلنا يذكر رسالة مرسي الشهيرة لشيمون بيريز السفاح . 4 – لم يقدم النظام الاخواني في مصر أيّة بدائل حقيقية لسياسات حسني مبارك وحزبه الوطني الإقتصادية والسياسية والإجتماعية – اللهم إلا الطابع الإخواني لشكل الحياة – وأود هنا التذكير بملاحظة بسيطة ولكنها ذات مغزى واضح ودلالة مميزة ، فقد فشل مرسي في بداية حكمه في الدفاع عن قراره بتعيين محافظ قبطي وسقط قراره خلال ثلاثة ايام ، وفي آخر حكمه فشل في تعين محافظ متطرف لمحافظة أخرى وسقط قراره خلال ثلاثة ايام ، ولكن الفارق هذه المرة أن الرئيس مرسي سقط خلف محافظه وقراره بأيام معدودة . 5 – تراجع مصر ودورها العربي و الاقليمي والدولي ، حتى اصبحت وكأنها تدار من الدوحة او إسطنبول ، فبدت مصر المحروسة كمجرد إمارة هنا أو إحدى ولايات الخلافة هناك . وضاعت مع مرسي وإخوانه هوية مصر ودورها ، وتخلّت عن مجالها الحيوي ، وتقزمت شبكة علاقاتها فتهمش دورها ، فصار رئيس مصر مجرد ضيف شرف لمؤتمر حزبي في تركيا ، وبدأت السدود تخنق النيل وتضيق الخناق على هبته – كما قال هيرودتس يوماً – . 6 – خلال العدوان الصهيوني على غزة عام 2012 ظهرت مصر ” الثورة ” و” الإخوانية ” بمظهر العاجز عن فعل شيء ، إلا بالمقادر الذي يسمح به العدو الصهيوني والادارة الامريكية فقط . فسقطت ” الثورة ” وسقط ” الإخوان ” في ايام العدوان الصهيوني تلك والتي لم تتجاوز الاسبوع الواحد ، ووقّعت مع حماس على صك تسيلم قرارها الوطني والسيادي والجهادي والنضالي للبترودولار وللإدارة الامريكية والكيان الصهيوني علناً وتحت الشمس على نحو متسرع وفاضح وصادم في آن . 7 – كان لموقف مرسي وإخوانه من الحرب التي تشن على سوريا تأثير هائل على مصداقية وعروبة و” إسلامية ” هذا النظام الجديد . فما معنى ان تقطع العلاقات مع سوريا ويُعلن الجهاد ضدها وعلى أرضها وشعبها وجيشها وفلسطين المحتلة منذ خمسة وستين عاماً هي الفاصل بين مصر وسوريا ؟ كيف يتم التوسط لوقف العدوان الصهيوني على غزة ويُعلن الجهاد في سوريا ؟ ولماذا لم تمنع فلسطين المحتلة هذه مصر وسوريا من إعلان أول وحدة في التاريخ العربي المعاصر عام 1958 ؟ ولماذا لم تمنعهما من شنّ أول حرب عربية تحريرية لإستعادة فلسطين والارضي العربية المحتلة في العام 1973 ؟ . تلك بعض الملاحظات الأوليّة ، العامة ولكنها عميقة ، والكليّة ولكن الشاملة بكليتها للتفاصيل . وعند التدقيق بها ندرك جيداً لماذا يدفع ” قارون ” ماله في مصر . 1 – هذة الأموال للحفاظ على ” الوصل ” مع القوتين الأساسيتين في المجتمع المصري ، القوى المتأسلمة – وعصبها الإخوان – والمؤسسة العسكرية – وعصبها الشعبي – . 2 – هذة الأموال لإنهاء حالة الصراع لصالح المؤسسة العسكرية ، خوفاً من أن ينزلق الامر لحرب أهليّة ، أو عودة الانقلابات العسكرية الكاملة والمباشرة . 3 – هذة الاموال لمنع قيام ثورة حقيقية في مصر ، أو تأجيل قيامها الى اقصى مدى ممكن ، و ” تسكين ” الاوضاع الحالية وتثبيتها قدر الممكن . 4 – هذة الاموال تأتي لمنع مصر من البحث عن مصادر تمويل وتسليح جديدة ، بعيداً عن ” ذُل ” المعونة الأميركية – وكأن دول الخليج تدفع هذه المليارات دون رضى وعلم أمريكا – كروسيا والصين وايران . 5 – هذة الاموال مقدمه وبروفة لما سيحصل في سوريا . فلا يمكن لعاقل الفصل بين ما يجري في سوريا ومصر ، ففي البداية يكون الإغراء بالتغيير – وفق الأجندة الأميركية والصهيونية طبعاً – وإن فشل المخطط والمسعى يتم الإنتقال إلى الشراكة بالبناء والتعمير وشراء الزمن وبقائهم – أمريكا وأذنابها – بالمال والنفط . 6 – هذا المال جاء ليُعلن نهاية الحقبة التي هيمن فيها المال القطري وبوق الجزيرة ونعيق القرضاوي وصراخ أردوغان . وقد إنطلقت قاطرة التغيير من واشنطن برحيل هيلاري كلنتون وطاقمها ، مروراً بإيران ثم قطر وصولاً لمصر والبقية تأتي تباعاً . 7 – هذا المال جاء ليحفظ مقعد – وإن في الصفوف الخلفية – لمن مولوا الحرب على سوريا ، في التسوية التي يفرضها الجندي العربي السوري وقيادته المقاتلة وشعبها الصابر ، وخصوصاً لهؤلاء الذين لم تنضج ظروف تغييرهم بعد كنظام آل سعود .
سمير الفزاع
كلمه الصحافه للعرب
8:16:57 ص

لتبقوا على اطلاع دائم على أخر و أهم الأخبار تابعونا على الفيس بوك عبر الضغط على الرابط التالي

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen